مصدر الإسلام

المدينة ربيع الآخر 1404 / 16

يمتاز الإسلام امتيازا واضحا عن جميع الشرائع البشرية من حيث مصدره ، لأن مصدره رب البشر ، وجميع الأحكام والمناهج التي وردت في الدين الإسلامي من الله سبحانه وتعالى عن طريق الوحي إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى هو القرآن الكريم ، أو بالمعنى دون اللفظ وهو السنة النبوية ، وإليه يشير القرآن بقوله “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” (النجم : 3) .

وأما الأدلة القاطعة المعجزة الدالة على أن الإسلام من عند الله تعالى ، وأن كل آية في القرآن هي من عند الله ، وأن سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي الأخرى بوحي منه تعالى واجبة الاتباع – فنصوص القرآن التالية .

1 – “من يطع الرسول فقد أطاع الله” (النساء : 80) .

2 – “قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين” (آل عمران : 32) .

3 – “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” (الحشر : 7) .

4 – “ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون له الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا” (الأحزاب : 36) .

5 – “ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما” (الفتح : 17) .

6 – “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” (آل عمران : 31) .

7 – “فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” (النور : 62) .

ويترتب على كون مصدر الإسلام هو الله تعالى كما له من كل النواحي وخلوه من كل أنواع النقص لأن صفات الصانع الحقيقي تظهر فيما يصنعه ولما كان الله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله ويستحيل في حقه خلاف ذلك فإن أثر هذا الكمال يظهر في شرعه من أحكام ومناهج وقواعد ، وأن الخالق الحقيقي للإنسان هو الذي يعرف جميع جوانب حياته في الدنيا والآخرة وهو المحيط بجميع شؤون خلقه وهذا بخلاف ما يصنعه الإنسان ويشرعه ، فإنه لا يخلو من معاني النقص والجهل والهوى والجور وحب الذات والمصالح الشخصية مهما بلغ شأنه في العقل والعلم ، لأن عقله مخلوق وعلمه محدود ، وبالتالي تظهر هذه النقائص في القوانين والشرائع التي يصنعها العقل الإنساني .

وإلى هذه الخاصية التي يمتاز بها الإسلام عن الشرائع البشرية كلها تشير هذه الآيات القرآنية :

1 – “وإنك لتلقي القرآن من لدن حكيم عليم ” (النمل : 6) .

2 – “تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين” (السجدة : 2 ) .

3 – هذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا الله لعلكم ترحمون” (الأنعام : 55) .

4 – “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” (المائدة : 3) .