الدكتورة منيرة محي الدين الألوائي
ابنة الدكتور
حقائق اليوم هي أحلام الأمس وأحلام اليوم هي حقائق الغد. وأزهر العلوم اليوم يقف بيننا شاهدا على ذلك. فقد كان حلما من أحلام الدكتور محي الدين – رحمه الله – أعانه على تحقيقه نخبة من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأرادوا به أن يكون منبرا من المنابر لنشر دعوة الاسلام ولغة القرآن مجاريا متطلبات العصر في أول بقعة أشرقت بنور الاسلام في شبه القارة الهندية.
وعندما ألقى الدكتور محي الدين حجر الأساس لهذا المنبر منذ عشر سنوات ، انما كان يترك بصمته على الأرض خاتما بذلك حياة حافلة بالحل والترحال في سبيل العلم وخدمة الاسلام ولغة القرآن.
بدأت رحلة حياته من هذه البقعة قرابة نصف قرن مضى. نشأ في أسرة بسيطة لوالد محدود القدرات المادية والعلمية، فقد أمه في سن مبكرة. وكان أكبر اخوانه. ترعرع في أجواء عسيرة حتى أتم تعليمه المدرسي وتغرب في أنحاء البلاد لتحصيل العلم ولاثبات وجوده بما من الله عليه من نعمة الوجود. وكما كانت تزيد حصيلته من الدرجات العلمية فكذا كانت تتبلور معالم طريقه ومنهجه في الحياة الذي اختاره لنفسه.
حط في محطة من محطات رحلته لتكوين أسرة تكون له ونسا وخلفا، واستقر وهلة في بقاع الوطن يسعى لتأمين رزق هذه الأسرة ومستقبلها. وكان يعلم في قرارة نفسه أن ما هذه الا وقفة يتحرى فيها الفرصة ليواصل رحلته في طلب العلم. وهكذا عندما سنحت له هذه الفرصة رحل هذه المرة عبر البحار حاملا معه أسرته الى مستقبل مجهول معالمه، ولكن مرسوم حدوده وأهدافه. وكان متاعه في هذا السفر مخزون كبير من الثقة بالعناية الالهية لمن سلك درب العلم قاصدا منهجه. وتتوالي الأعوام ويمضي الدكتور محي الدين مجدا مكافحا، يحصل على أعلى الشهادات باللغة التي عشقها ، ألا وهي لغة القرآن، ويرسخ في أسرته دعائم الاسلام والايمان والاجتهاد.
ركن مرة أخرى في محطة من محطات سفره في ربوع البلاد العربية لبضع سنين حتى يؤدي أمانته تجاه ولديه ويوفر لهما فرص التعلم والتثقف دون أن يبخس من حقهما في الاغتراف من مناهل العلم والمعرفة حتى اطمأن على أنهما بدءا يخطوان خطوات ثابته في المجال العلمي والأسري حسبما قدره الله لكل منهما.
حينئذ توجه عائدا الى موطنه والبقعة التي بدأ منها هذه الرحلة، وقد نضج فكره وامتلات جوانبه بحصيلة من العلم والخبرة والتجارب . فأراد أن يكرس ما بقي له من عمره في نشر ما حباه الله عليه من علم ومعرفة في مجال الدعوة الاسلامية وذلك بالقلم واللسان والفعل الى أن لبى نداء ربه.
كانت هذه نبذه سريعة عن رحلة دامت قرابة 70 عاما في سطور محدودة لم أتطرق خلالها لتفاصيل الأزمنة والأمكنة ، ومن أراد أن يقتفي أثر والدي، سيجده فيما خلفه من ذكريات خلال كتاباته وصوره.
أدوار شتى لعبها خلا هذه الرحلة، حاول جاهدا في كل منها أن يؤديها بصدق وأمانة :
فكان الابن البار لوالديه، رغم أنه لم ينعم بدفئهما طويلا، يتذكرهما بالحنان والمعروف وموصلا لرحمه.
كان طالب علم مجتهد يتتبع موارده قدر استطاعته وامكانياته وأثبت به ذاته.
كان رب أسرة عطوف، كانت لها الصدارة في قلبه وخططه وطموحاته، جعلها دائما الى جانبه لتكبر وتتصقل معه بمرور الأيام وتكون امتدادا له بمشيئة رب العالمين.
كان أستاذا كريما جمع في هيبته كمعلم بين الحزم واللين والجدية والمزاح. أما الغلظة والتعسير لم تكونا من شيمته مع طلابه أو غيرهم.
لم يكن داعية دوى صوته المنابر ولا كاتبا أحدثت كلماته تيارات في عالم الأدب ولا مفكرا فجرت أفكاره ثورة في عالم الفكر ولا زعيم حزب ولا قائد حركة ……… ولكنه دعا وفكر وكتب وجعل الاسلام نمط حياته بطريقته التي تميزت بالهدوء والتواضع . ورؤية الأمور سواء – الدنيوية أو العقائدية – بطريقة عقلانية منبسطة، مبشرا غير منفر . وجاهد ليكون من الذين قال فيهم عز وجل “…… وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ….” فمر على الدنيا مرور الكرام واستظل بظلال القرآن وسلك فيها مناهج الدعاة !!!
قطر – 2000م
أحمد حسن الباقوري
مدير جامعة الأزهر ووزيرالأوقاف المصري السابق
فقد أسعدني رسالتك بشيرا بأنك آثرت جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، على جوار آل بيته الكريم في القاهرة المعزية.
ومما يضاعف سعادتي أن أبناءنا في الجامعة الاسلامية في المدينة سوف ينتفعون منك بخلق رضي وعلم غزير ومعرفة بسائر جوانب العالم الاسلامي تعين كل من يستمتع بها على الانتفاع بالدعوة الى الاسلام في مختلف الآفاق.
فسلام عليك وعلى آل بيتك الطيبين والله يتولانا جميعا بما فيه الخير العاجل والآجل … انه سميع مجيب.
القاهرة 1978
ن. ك. أحمد بن كونجي أحمد كوتي
من علماء كيرالا السلفيين
لله يا دكتور درك فاقبــــــــــــــل منا تحيات الوداد الأكمـــــــــل
ندعو لك الرحمن أخلص دعـوة تمام عافية وعمر أطــــــــــول
منا أيا دكتور كل حفـــــــــــاوة بك أنت للاسلام أمضى فيصــل
احياء دين الله غايتـــــــــك التي تسعى لها سعي الرعيـــل الاول
صدق الذي سماك باسم لائق بك أنت محي الدين ذي العرش العلي
من صفوة العلماء أنت وأنت ذو مجد – قليل من حـــواه – مؤثل
لله درك من مثال للوفـــــــــــــا فبما عليك تفي وفاء سمـــــــوأل
أنت الرشيد المرشد الداعي الى رب الورى والى الطريــق الأمثل
سحر بيانك ان كتبت وان تقـــل شعرا فانك فيـــــــه فوق الأخطل
سحبان هذا العصر أنت فكل ما تلقيه من خطـــب جذوب المحفل
نزر مثيلك من صحفـــــي أخي نبل خبير بالصحافة أعقــــــــــل
قد نلت أسمى منصب في مكتب لجريــــــــــدة غراء مثل المشعل
وهي “الخليج اليوم” نعمت شعلة بسنائهـــــــــا ظلم الجهالة تنجلي
لشؤون دين الله فيها أنــــــــت يا دكتور مسؤول هو الفخر الجلـي
ما كان أعد حظها بك انهــــــــا حظيت بمسؤول حكيم أفضـل
من مسلمي الهند السلام عليك مع كل احترام يا رفيـــــع المنزل
يا من تجمل سيــــــــرة وسريرة بقبول فائق الاحترام تفضـــــل
كيرالا – 1985
ن. ك. أحمد بن كونجي أحمد كوتي
من علماء كيرالا السلفيين
كنت أنا وسعادة الدكتور محي الدين الألوائي زميلين طالبي علم في كلية دار العلوم العربية بوازكاد بضع سنين منذ 1944م. فأقمنا في سكنها الداخلي كأننا عضوا جسد واحد – ثم لم يلبث أن نفترق. وبعد ذلك صار صديقي أزهريا تخرج في جامع الأزهر بمصر. ونال فيه شهادة الماجستيير والدكتوراه. ثم صار أستاذا في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة. كتبت اليه حين كان أستاذا فيها :
الخل ان يف بغية المرتـــــــــــاد وذخير ليست بذات نفـــــــــــاد
ان الحبيـــــــــب الوائـي الــــذي يدعى بمحي الدين كان عمادي
ولقد سرى طيف الحبيب وانني أنا ذو شخيــــر في عميق رقاد
فالي خيل أنه لم يختـــــــــــــم بعث الاله الرســـــــل للارشاد
هل طيفه ملك بوحـــــي جائني ليـــــدلني أني نبي هــــــــــــاد
أبمثل هذا الطيف ضل من افترى دعوى النبوة أم بمحض عنــاد
ألطيف أرقنـــــي فليلي لم يـــزل من أجل هذا الطيف ليل سهـاد
الطيف ذكرني الحبيـــــــب وانه بالعهـــد واف منجز الميعـــــاد
الطيف مثلــــــــــــه أديبا جهبذا يحكي أديبــــــــي وائـل وايـاد
الطيف مثله خطيبــــا حاكيـــــا اذ قام يخطــــب طارق بن زياد
الطيف مثله وقورا سيــــــــدا ذا هيبــــــــــة من أعظم القواد
متحليا بجميل خلـــــف جاذب لجميـــــــــع من يلقى وبشر باد
وأخا وفيا مرفدا لصديقـــــــه عند الشدائـــــــد أعظم الارفاد
الطيف مثله يجاهد محييــــــا للدين كــل الوقـــــت حق جهاد
الطيف ذكرني سنين قضيتها أنا والحبيـــب بأرض “والكاد”
عشنا هناك كأننا عضوان من جسد بحســـــــــن تراحم وتفاد
روحا لجسمي كان حينئذ فمن بعد الفراق ظللـــــت مثل جماد
لا روح في ولا تطور هل بلا روح نما جسد من الأجســــــاد
طر ياحمام وبلغن الى أخــي مني سلام أخــــــــــــوة ووداد
واقصص على محبوب قلبي شاديا قصص جميعا يا حمام الشادي
يا محي الدين الموقــــــــر انما لقيـــــــاك يوما ما أهم مرادي
ذكرى أويقات قضينـــاها معا قد أكمدتنـــــــــي غاية الاكماد
باللهان نوى حبيب صـــــــادق في حبـــه لمذيبــــــــــة الأكباد
طالت أحايين التباعـــــــد بيننا طولا قيا ويلــــــي بطول بعاد
من صبية كنـــا أوان الوصل يا خلــــي ذوي شعر شديد سواد
والآن بعد فراقنا شبنــــــــا وقد صرنـــــــا من الآباء والأجداد
قلبي هيـــــوم يا حبيبي انــــــه اياك يذكــــــــــر دائما وينادي
أمن المحال لقاؤنا فمتــــــى به أحظـــى ولو في مركب أو ناد
لو نلت منك رسالة لوجدتهـــــا يا خل ترياقا لـــــــــداء فؤادي
حصل صديقي الدكتور على هذه القصيدة فلم يلبث أن كتب الى جوابا شافيا وبعد زمن ساعدنا الحظ على التلاقي في دولة قطر.
كيرالا 1971
محمود جبر
شاعر آل البيت
الروض والنبع والأنام والزهر اليوم تجلي لنا منها هنا صــــــــــور
بها أباهي وأرجو أن يشاركني صالون فن به تتجمع الأســــــــــــر
يسرنا كلنا من قد يسر به البعض منا وما يحلو به السمــــــــر
كذاك نال اخي الألوائي بغيته والشعب في مصر أو في الهند منتظر
دكتورنا يا فتى الألواء أسعدنا هذا النجاح وهذا الفوز والظفـــــــــر
لو أن بدران فينا اليوم أسمعنا عنك الكثير وكلن هكذا القــــــــــــدر
عرفت فيك أخا عزت مكانته في بيت بدران تدعونا فنأتمــــــــــــر
تقول ان أبي بدران منهجه ضاءت به في حياة العالم الفكــــــــر
قد كان يسعده ما اليوم أسعدنا يا كم اليه تهادي السمع والبصـــــــر
شكرت فيك وفاء لا نظير له وقد سعيت لقبر الشيخ تبتــــــــــــدر
تقول يا قبر ابلغ شيخنا خيرا ياكم سيسعدهخ في قبره الخبــــــــــر
اني بلغت الذي هيأت لي سلفا بلغت يا شيخنا ما كنت تنتــــــــــظر
وليس يوحشنى الا بعادكمو فأنت يا شيخنا في ليلنا قمــــــــــــر
ذكرت ذاك لمحي الدين يسرده والد مع منه ومني راح ينهمــــــــــر
لا تحسبوني أغالي فالوفاء له حق علينا جميعا حين نصطبــــــــر
محي وأنت سفير الهند في خلق للأزهر اليوم جق فيك مدخــــــــــر
فاجعل رسالته نبراس منهجكم فنحن بالعلم والايمان ننتصــــــــــر
أرجو بما نلت من علم ومن ثقة تكون بلسم أدواء لمن جــــــــــأروا
فالشرق يا عالم الألواء ينقصه هنا الشباب القوي الثابت الحــــــذر
أحرزت نجحك بالتقدير من فئة هم الأساطين والاعلام ان ذكـــــروا
فليس والله كالهراس فلسفة ولا كشعوط استاذا له غـــــــــــرر
أما الغزالي فقد تسمو مكانته مكانة ترتضيها الانجم الـــــــــزهر
أخي الأجل وكتورا نبجله بمثل نجحك محي الدين تفتخـــــر
ولست أنسى لكم زوجا مكرمة قد أسهمت في كفاح زانه الظــفــر
القاهرة 1971
د. الأمين محمد عثمان
المدير التنفيذي لمنظمة الدعوة الاسلامية
يسعدني أن أتقدم اليك بجزيل الشكر والتقدير على دوركم الاعلامي الكبير الذي قمتم به خدمة لأهداف منظمة الدعوة الاسلامية والذي كان له الأثر الفعال في دفع عمل المنظمة.
الخرطوم 1987