الصحافة العربية والإسلامية ودورها الوطني والاجتماعي النبيل

صوت الهند مارس 1969 م

يرجع التاريخ المدون للصحافة الإسلامية في الهند إلى القرن الثامن عشر الميلادي ، وصدرت أولى الصحف الإسلامية باللغة الأوردية من كلكتا باسم “أوردو أخبار” أو “الجريدة الأوردية” في سنة 1810م ، وتولى رئاسة تحريرها المولوي إكرام علي ، وتلتها الجريدة الأوردية التي أصدرها الزعيم الوطني المعروف “راجارام موهان” باسم “مرآة الأخبار” وفي عام 1888م صدر أول كتاب يبحث عن المشهور السيد “محمد أشرف النقري” الملقب “بأختر الدولة” ، وصدر هذا الكتاب باللغة الأوردية ويعرف “بأختر شاهنشاهي” أي ديوان أختر ، وورد فيه ذكر أكثر من 1000 صحيفة هندية من الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية في الأوردية والفارسية واللغة الهندية والبنغالية والماراتية وغيرها من اللغات المحلية ، وكذلك في اللغة الانجليزية .

فجر الصحافة الإسلامية

وقد لعبت الصحافة الهندية منذ فجر تاريخها دورا هاما في الميادين الاجتماعية والثقافية والسياسية في البلاد ، ويقال أن صحافة الهند عملت عمل المجاهدين في سبيل الله من أجل حرية البلاد والنهضة القومية وبعد الاستقلال احتلت الصحافة في الهند مكانة مرموقة ، وليس من المبالغة في شيء أن نقول أن الصحافة الهندية الإسلامية التي شادها المصلحون والوطنيون في مختلف العصور في شتى اللغات ، قد ساهمت مساهمة فعالة في بناء الهند ونهضتها وإصلاحها وتوطيد علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية .

وفي هذه الآونة التي دخلت فيها الصحافة في الهند والعالم العربي دورا نشيطا في تاريخها المديد ، تهتم فيه بتوثيق عرى التعارف والروابط بينهما أرى من المناسب أن نلقي ضوء على الصحافة الإسلامية وتطوراتها في الهند تسجيلا لحقها الذي تستحقه وتشجيعا للعاملين فيها .

بدء الصحافة الأوردية

دخلت الصحافة الأوردية في دور تقدمي منذ أسس الأستاذ “رياض خير آبادي” ثلاث صحف متتالية في مدينة “سيتابور” وذلك في أواخر القرن التاسع عشر ، وأصدر أولا جريدة باسم “غالب الأخبار” تم “رياض الأخبار” وأتبعهما بالجريدة اليومية “تار برقي” أي التلغراف” وكانت هذه الصحف تطبع في مطبعة رياض المعروفة باسم “رخشان بريس” وأنشأ هذه المطيعة في منطقة خير آباد بضاحية مدينة “سيتابور” على مقربة من مكتبه فيها ، وكان ثمن العدد من هذه الجريدة اليومية حينذاك ما يعادل مليما واحدا .

وجدير بالذكر أن الفضل في النهوض بالصحافة الأوردية لا يرجع إلى الصحفيين المسلمين فقط ، كما يظن البعض ، بل يرجع أيضا إلى شخصيات بارزة من رجال الصحافة والأدب من الهندوس ففي نفس الوقت الذي كان فيه رياض خيرآباد يتصدر نهضة الصحافة بالأوردية ، أصدر الصحفي البارز منشي مني لال بلجرامي مجلة شهرية من سيتابور نفسها باللغة الأوردية باسم “تهذيب الآثار” ، وقد كتب صاحب كتاب أختر شاهنشاهي عن “تهذيب الآثار” ما يلي :”إن تهذيب الآثار التي تصدر من سيتابور ، لفتها واضحة ، وأسلوبها سهل المنال لعامة الناس ، ومقالاتها ذات طابع وطني وإصلاحي واجتماعي”

تاريخ المجلات العلمية

وفي تلك الفترة تأسست في مدينة لكناو جمعية علمية باسم “أنجمن علمي” أو “المجلس العلمي” وانضم كبار الكتاب المسلمين إليه ، ومنهم مولانا عبد الحليم شرر ، ومنشي سجاد حسين وخواجه بنده حسن خان ، والسيد وارث على علوي وخاجه مير أسد جعفري ، وتولي سكرتيرية المجلس السيد أختر الدولة محمد أشرف النقوي ، كان المجلس المذكور يستهدف نشر العلوم الشرقية والبحث فيها ، فصدرت تحت رعايته عدة مجلات علمية وأدبية ، ومنها ، مجلة أختر هند “1888م” وأشرف جازيت من مدينة لكناو ، ومجلة أنجمن علمي “1882م” من بديوان وإلى جانب النشاط الصحفي والإعلامي كان ذلك المجلس يعقد ندوات علمية وأدبية في فترات منتظمة ، تلقي فيها البحوث والمناقشات في المجلات التي كان يشرف عليها وهكذا صارت تلك الفترة نقطة تحول في تاريخ الصحافة العلمية في الهند .

الصحافة وثورة 1857

كانت الثورة التي اندلعت نيرانها في أنحاء الهند ضد الحكم الأجنبي والمطالبة بالحرية السياسية نقطة هامة في تطور الصحافة في الهند ، ففي أعقاب الثورة حاول المحتلون تحويل اهتمام الشعب الهندي عن السياسة الوطنية والشعور القومي الجارف ، وظهرت إلى الوجود في تلك الأيام حركة أدبية بإيعاز منهم باسم “حركة التهذيب” وعملت تحتها هيئات وجماعات في أنحاء البلاد ، وأصدرت جرائد ومجلات ، ومنها جريدة “بابليك أوبينيون” “الرأي العام” باللغة الانجليزية ، التي كانت تصدر من بنارس ، وصدر أول عدد منها في مايو عام 1883 م ، وفيما بعد خصصت بعض صفحاتها للغة الأوردية .

وعلى أثر ثورة 1957 م قام الصحفي المسلم المعروف “أختر الدولة” بجولة في مدن الهند ، لتفقد أحوال الصحف والمجلات فيها ، وقد قضى فيها بضع سنوات يجمع المعلومات التفصيلية عن كل صحيفة لكي ينشر كتابا خاصا عن الصحافة الهندية .

نشاط الصحافة في الهند

وكان المستشرق الفرنسي الشهير الدكتور “جارسان دي تاسي” معاصرا “لأختر الدولة” واجتمع به مرات ، ويقول “دي تاسي” عنه :”وأثناء زيارتي لمنزل السيد أختر الدولة شاهدت مكتبته الضخمة ، وكانت تضم من مجلدات مختلفة الصحف والمجلات عددا يتراوح ما بين 1500 ، 2000 ، من المجلدات الضخمة الكبيرة ، ولم أر حتى اليوم مكتبة علمية تضم مثل هذه الذخيرة النفيسة في موضوع الصحافة ، وقد وضع بعض هذه الصحف في صناديق خشبية ، ودون في الجزء الثاني من كتابه “أختر شاهنشاهي” الجرائد والمجلات التي صدرت بعد عام 1888 إلى حوالي عام 1920 ، ولكن المنية وأفتخ قبل أن يكمل هذا الجزء ويطبع ، وهذا يدل على مدى نشاط الصحافة في الهند في القرن التاسع عشر ، واهتمام الهنود والمستشرقين بها ودورها في النهضة القومية والعلمية في البلاد .

وفي مارس عام 1869م بدأت تصدر من سيتابور مجلة “غالب الأخبار الأسبوعية” كل يوم اثنين ، وأصدرها السيد محمد صادق المحامي وأغا عبد الفني ، وكان ناشرها السيد ميرزا محمد قاسم يطبعها بمطبعة نادرة كاه ، وفي يناير 1869 أيضا صدرت بمدينة آجرا المجلة الأسبوعية “آجرا أخبار” باللغتين الأوردية والهندية ، وكانت تدعو إلى الحرية والاستقلال ونشر الشعور القومي ، وبدأت تنشر خلاصة اقتتاحية ومقالات الصحف الانجليزية وتولي تحريرها المولوي خواجه يوسف على مدرس العربية الأول بالكلية الحكومية بآجرا ، بينما قام بإدارة شؤونها منشي خواجه تجمل حسين .

العروة الوثقى وأثرها

ولما بدأ السيد جمال الدين الأفغاني يصدر مجلته الثورية المشهورة “العروة الوثقى” من باريس باللغة العربية بالاشتراك مع المصلح المصري الشيخ محمد عبده ، في أبريل عام 1884م ، وأخذ ينشر فيها مقالات تدعو الشرق إلى البعث الجديد والنهوض الشامل ، فقد ترك هذا أثرا فعالا في الصحافة الهندية ، وأخذت الصحف في الهند تشير إليها وتقتبس منها ، وفي ذلك العصر بالذات قامت في الهند حركات مماثلة في الميادين السياسية والاجتماعية والدينية ، وفضلا عن أن السيد جمال الدين الأفغاني كان يدعو الشعب الهندي إلى النهوض والكفاح ضد الاستعمار الغربي فإنه كان يذكر حالة الهند وشعبها في مقالاته وخطبه .

سافر السيد جمال الدين الأفغاني إلى الهند وهو بعد في الثامنة عشرة من عمره ، وأقام بها يدرس العلوم الحديثة ويتنقل في أرجاء البلاد ، ويتعرف إلى أحوالها ، فنضج فكره واتسعت مداركه ، وثم جاء إلى الهند مرة أخرى عام 1869م بينما كانت الهند لا تزال تضطرم بالاضطرابات التي تلت ثورة 1857م وكان يتصل بزعماء الحركة الوطنية فيها ، ولما وجوده في الهند ، أخرجته منها إلى مصر ، ويتبين من هذه الوقائع مدى أثر الهند في تكوين شخصية الأفغاني وآرائه عن الهند ، فلا غرو أن تنعكس في جريدة “العروة الوثقى” وجهة النظر الهندية ، كما تنعكس في الصحافة الهندية اتجاهات العروة الوثقى نحو الحرية والكفاح في سبيلها .

الصحافة والانسجام الطائفي

وكانت الصحافة مثلا حيا للانسجام الطائفي الذي كان يسود الهند ، جيلا بعد جيل منذ قرون عديدة والتضامن الذي حدث بين الهندوس و المسلمين أثناء ثورة 1857م وفي أعقابها لا يوجد له مثيل في التاريخ ، فتجلت مظاهر هذه الألفة الطائفية في الصحافة الأوردية الإسلامية في الهند حتى أن الشاعر الهندوسي المشهور “منشي راج بهادور زخمي” كان يصدر مجلة شهرية باسم “رياض النبوي” وخصص معظم صفحاتها لنشر سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والقصائد الخاصة بمدحه ، ونشرت فيها فعلا عدة قصائد للشعراء الهندوس في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام ، والأئمة المسلمين ، وقد ذكر المؤرخ الصحفي المسلم “اختر الدولة” في كتابه الكثير عن هذه المجلة ، فقال : إن مجلة “رياض النبوي” صدر أول أعدادها في نوفمبر سنة 1887م وكانت تصدر شهريا من مدينة “شيفاراج بور” بمديرية كانبور تحت رئاسة تحرير صاحبها “منشي راج بهادور زخمي” الملقب “يفرياد زخمي” وتحت أشراف لجنة دار العلم وكانت تنشر قصائد مدحية وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم” .

ومن ناحية أخرى كان المسلمون يشاطرون إخوانهم المواطنون الهندوس في شعورهم ، بسلاح الصحافة الإسلامية أيضا فأنشأ الصحفي المسلم منشي سندي خان صفي مجلة أسبوعية تصدر كل يوم أربعاء من هوشيار بور في البنجاب تدعو إلى الحرية والنهضة الوطنية ، وصدر العدد الأول منها في 20 يناير 1884م : هذه هي نبذة من دور الصحافة الإسلامية الهندية في عصورها الأولى ، في تقوية الألفة الطائفية في البلاد والانسجام بين المواطنين من مختلف الملل .

المطبعة الأوردية الأولى

قال اللورد ليتون “1803 – 1873م” في وصف صحافة الهند “… إن الصحافة المطبوعة لم تكن معروفة في الهند قبل الربع الأخير من القرن الثامن عشر ، وأنه على الرغم من ذلك ، فإن الصحافة غير المطبوعة كانت معروفة فيها حتى في العصر المغولي” وتبين من هذا البيان أن الصحافة غير المطبوعة قد بدأت عملها في الهند قبل الصحافة المطبوعة ، وإنها كانت صحافة تكتب بلغات البلاد ، وقيل إن تاريخ الصحف المطبوعة قد بدأ في الهند عام 1780 يوم ظهرت صحيفة “جازيت هيكي” من مدينة كلكتا ، وقد أصدرها انجليزي لأجل المقيمين الانجليز في الهند ، وكانت الصحف الانجليزية ومطابعها قد حفظت لديها منذ البداية كمية من الحروف الفارسية والأوردية للطباعة ثم أنشأت شركة الهند الشرقية المطابع الأوردية لاستخدامها الخاص ، وكذلك كانت هناك مطبعة أوردية تابعة لكلية “فورت وليم” ثم أنشأت في كلكتا مطبعة أوردية بالحروف الحديدية باسم “هندوستاني بريس” أي “المطبعة الهندوستانية” .

الهلال

دفع الكفاح الوطني للتحرر من الاستعمار الأجنبي ، وكذلك قيام المصلحين المهتمين بالحركات الإصلاحية الدينية والاجتماعية ، إلى نهضة الصحافة الإسلامية في الهند ، وأحرز قصب السبق في هذا الميدان المكافح الوطني أمام الهند مولانا أبو الكلام آزاد حيث اتخذ الصحافة وسيلة فعالة لتنفيذ خططه الوطنية والإصلاحية ، فأصدر مجلته الأولى باللغة الأوردية باسم “الهلال” وصدر العدد الأول منها في شهر يونيو 1912 وكانت قوية في أسلوبها وموضوعها ، وممتازة عن سائر الصحف والمجلات المحلية في طبعها و إخراجها ، وكان صدور الهلال حدثا تاريخيا في الصحافة الهندية ، وجعل آزاد غايته من هذه المجلة مزدوجة ، فبينما كان يدعو فيها الشعب الهندي عامة والمسلمين خاصة إلى الثورة ضد الطغيان الاستعماري والحكم الأجنبي ، كان يدعو أيضا إلى إحياء الروح الدينية الإسلامية الصحيحة في المسلمين وتعريفهم بتعاليمها الحقة البعيدة عن البدع والخرافات .

ونالت مجلة “الهلال” إعجاب الشعب الهندي ، وحازت إقبالا شديدا من الوطنيين المصلحين والمفكرين من مختلف الطوائف والمدارس الفكرية وبدأ آزاد يزود بقلمه أمته وبني وطنه بالتوجيهات الدينية والسياسية معا بطريقة لم يعهدها الناس من قبل بين الكتاب والساسة ، وما كانت الصحافة الأوردية قبل ذلك تهتم بالقضايا الإصلاحية الدينية والثورة الوطنية ، مثل اهتمامها بالآداب والأشعار ، ولكن السلطات الحاكمة في الهند حينذاك قد أغلقت مجلة الهلال ، حينما لمحت فيها شعلات تلهب نار الحماسة في الجماهير الشعبية ضد الاستعمار .

البلاغ

وبعد فترة قصيرة من توقف “الهلال” بأمر من السلطات البريطانية أصدر مولانا آزاد مجلة أخرى باللغة الأوردية باسم “البلاغ” فصدر عددها الأول في شهر المحرم سنة 1334هـ ، وكان يكتب فيها أحيانا افتتاحياته باللغة العربية في أسلوب بارع ، واستهدف منها أو يقرأها ويفهمها علماء الهند الذين يعرفون العربية وكذلك العلماء العرب الذين تصل إليهم أعدادها ، وأن تساعد هذه الطريقة على إيجاد التفاهم بين علماء الهند والعرب .

الصحافة العربية

ودخلت اللغة العربية في الصحافة الهندية بصفة واسعة ورسمية منذ بدء صدور مجلة “الجامعة” الأسبوعية من مدينة كلكتا ، وكان رئيس تحريرها مولانا أبو الكلام آزاد ، وكذلك مجلة “البيان” الشهرية من مدينة لكناو ، ومجلة “الضياء” من جماعة ندوة العلماء بالهند ، وفي عام 1650 بدأ المجلس الهندي للروابط الثقافية إصدار مجلة “ثقافة الهند” تحت إشراف مؤسس المجلس ورئيسه الأول مولانا أبو الكلام آزاد ، وتولى رئاسة تحريرها المرحوم مولانا عبد الرزاق مليح آبادي ، وصدر العدد الأول منها في مارس 1950 ، ومن أهدافها الرئيسية تعزيز الروابط الثقافية بين الهند والعالم العربي عن طريق تعريف ثقافة الهند وآدابها وفنونها بين قراء العربية وإنشاء الروابط الثقافية بين جامعات ومعاهد الهند وشقيقاتها في البلاد العربية ولا تزال “ثقافة الهند” تقوم بأداء رسالتها ورئيس تحريرها الحالي الأستاذ دكتور شمعون طيب على توكها ندوالا ، وقد فتح مولانا آزاد بابا جديدا رائعا في الصحافة العربية بالهند ببحوثه القلمية القيمة التي نشرها في الإعداد الأولى من “الثقافة الهند” حول “شخصية ذي القرنين المذكور في القرآن ” وقد نالت هذه البحوث إعجابا عميقا وتقديرا واسعا في الأوساط العلمية في جامعة الأزهر وسائر بقاع العالم العربي .

من المجلات الإسلامية

ومن المجلات التي تصدر اليوم في الهند باللغة العربية ، مجلة “البعث الإسلامي” الشهرية من ندوة العلماء بلكناؤ ، ومجلة “الرائد” الأسبوعية فيها ، و”دعوة الحق” من دار العلوم بديوبند ، و”البشرى” من كيرالا ، وهذه نماذج من جهود عشاق اللغة العربية في الصحافة الهندية الحديثة ، وهناك عدد كثير من المجلات والصحف الإسلامية تصدر في أنحاء الهند اليوم في شتى اللغات المحلية والانجليزية ، ومنها مجلات ذات طابع إسلامي وعلمي مثل “دار العلوم” التي تصدر من ديوبند و”ترجمان” من دلهي “المعارف” من أعظم جار وكلها تصدر باللغة الأوردية “اسلاميك كلشر” أي “الثقافة الإسلامية” باللغة الانجليزية من دائرة المعارف بحيدرآباد ، ومجلة “الجامعة” و”بيام تعليم” و “رسالة التعليم” من االجامعة الملية الإسلامية بدلهي و “فكر ونظر” و “علوم إسلامية” من عليكره باللغة الأوردية .

ومن الصحف الإسلامية الكبرى الهندية ذات الطابع السياسي جريدة “الجمعية ودعوت والخلافت وقومي أواز وبيام مشرق وافتاب وسنديش وأوردو تايمز وشاندريكا” وغيرها .

العصر الذهبي

وليس من المبالغة أن تقول أن الصحافة الإسلامية والعربية في الهند قد دخلت في عصر ذهبي ، بعد أن أصبحت الهند مستقلة في عام 1947م وأن معظم الصحف الإسلامية المذكورة والتي تصدر في مختلف اللغات الهندية والعربية والإنجليزية ، أما نشأن في عهد الاستقلال أو بدأ عصر جديد في تطورها وانتشارها بعده ، وينص الدستور الهندي على أن كل المواطنين يتمتعون بحرية الخطابة وبحرية التعبير عن آرائهم ، وهذا الحق يشمل بصفة أصلية حرية الصحافة .

الفن الصحفي

وجدير بالذكر أيضا أن تعليم الفن الصحفي الحديث على مستوى الجامعات قد بدأ لأول مرة في جامعة عليكره الإسلامية ، وأنشئ فيها قسم للصحافة تحت إشراف بعض الصحفين المسلمين البارزين ، وفي عام 1954 أنشئت فصول للصحافة في الجامعة العثمانية بحيدرآباد ، وأن مستقبلا عظيما ينتظر الصحافة الإسلامية في الهند وفقا لطبيعة دستورها العلماني الديمقراطي وطابعها المتسم بفلسفة “الوحدة في التنوع” وأن للصحافة الإسلامية دورا فعالا في بناء الهند الحديثة وتكييفها وتقديمها إلى العالم المعاصر .