الأكادمية الهندية للعلوم والآداب

أخبار الهند – الدوحة يوليو 1987

كانت مسألة إحياء العلوم والآداب محل اهتمام الهند الكبير البالغ بعد أن نالت استقلالها في عام 1947م ، وانعقد في مدينة كلكتا في عام 1949 مؤتمر خاص للبحث عن البرامج اللازمة لا حياء العلوم والآداب والنهوض الثقافي في البلاد ، وقرر هذه المؤاتمر إنشاء ثلاث أكاديميات كبرى ليقوم كل منها بنشاط واسع النطاق لتحقيق الأهداف المنشودة .

الأولى المؤسسة في عام 1953 باسم أكاديمية الموسيقي والرقص والتمثيل والثانية المؤسسة في نفس العام باسم أكاديمية الفنون الجميلة ، ونطوف بكم في هذا العدد حول أكبر وأهم الأكاديميات الثلاث المذكورة وهو أكاديمية العلوم والآداب التي تضطلع بالبحوث العلمية في اللغات إلى اللغات الهندية والآداب والفلسفة والتاريخ ، وكذلك تقوم بنقل الآداب الأجنبية إلى اللغات الهندية المختلفة وترجمة الآداب والعلوم الهندية إلى اللغات الأخرى الرئيسية في العالم ، هذا بالإضافة إلى تغذية كل لغة هندية من اللغات الأربعة عشر المنصوص عليها في الدستور بآداب وعلوم اللغات الأخرى حتى أصبحت هذه الأكاديمية حديقة مزدهرة فيها شتى أنواع الزهور الأدبية مع اختلاف ألوانها وروائحها العطرة .

إنشاء أكاديمية الآداب :

تم إنشاء هذه الأكاديمية في 12 مارس 1954 تحت إشارف هيئة مستقلة ، اختارتها الحكومة المركزية ، وينص دستورها على أنها منظمة وطنية تشرف على برامج تقدم الآداب الهندية ، وتعمل لتعزيز الوحدة الثقافية في البلاد بواسطة اللغات الهندية الإقليمية العديدة ولها مجلس عام يضع السياسة العليا التي تنفذها لجنة تنفيذية تابعة لهذا المجلس ، وتشرف على كل لغة تتناولها الأكادمية والأدب استشارية خاصة مؤلفة من الشخصيات البارزة من رجالات العلم والأدب والفن ولو أن الحكومة تقوم بتحمل معظم تكاليف الأكاديمية وبرامجها ونشاطها تعتبر هيئة مستقلة مختارة في أعمالها ووضع سياستها .

دستورها :

يعترف دستو الأكاديمية بجميع اللغات الهندية التي نص عليها الدستور الهندي كلغة وطنية إقليمية وفي الدستور بنود خاصة لاختيار الشخصيات ذوي المكانة الممتازة في كل لغة ، ونشر وطبع مؤلفاتهم التي لها قيمة أدبية ومكانة ملحوظة في التنشيط الثقافي والتوحيد الفكري في الهند ، وتوثيق عرى التعارف بينها وبين العالم الخارجي .

وينص الدستور على ضرورة إحياء ونشر المنتجات الفكرية للكتاب العالميين مثل تولستوي ، وطاغور وجويتي وموليرا وافلاطون وشكسبير وغيرهم ، وينص أيضا على نقل الآداب العالمية المعاصرة إلى اللغات الهندية ، والآداب الهندية المعاصرة إلى اللغات العالمية الأخرى ، وهكذا تقوم الأكاديمية بتنفيذ برامج ذات أغراض متعددة ، فبينما تجمع بين الآداب الكلاسيكية والحديثة تقرب فيما بين الآداب المعاصرة المختلفة .

الوحدة في التنوع :

تمتاز الهند عن سائر بلدان العالم بكثرة اللغات وتعدد الثقافات وكل لغة تختلف عن الأخرى اختلافا بينا بحيث لا يستطيع أديب ماهر في إحدى هذه اللغات أن ينقل شعوره إلى قراء اللغات الأخرى بسهولة ، فلا يتوصل أفراد الشعب إلى معرفة أفكار إخوانهم المواطنين المنتجين إلى لغة تخالف لغتهم ، فرأت الأكاديمية أن النشاط الرئيس لها يجب أن تكون إزالة هذا التباعد بين أفراد الأمة الهندية في تفهم المنتجات الفكرية والأدبية والعلمية التي تحدث في شتى أنحاء البلاد لكي يتخطى الأدب الهندي العام الدوائر اللغوية والحدود الإقليمية ويتقارب كل منها في إطار الفلسفة الهندية الثابتة : الوحدة في التنوع وتحقيقا لهذا الهدف السامي تصدر الأكاديمية مجلة باسم الأدب الهندي المعاصر تتناول جميع الآداب الهندية ، وتقيم معارض الكتب والمجلات والصحف في مختلف ولايات الهند .

الآداب الهندية المعاصرة :

يتشمل الأدب الهندي المعاصر العام مجموع اللغات الوطنية الإقليمية التي اعترف بها الدستور على أن تكون “الهندية” التي تكتب بحروف “ديوناجري” اللغة الرسمية للدولة فتحل محل اللغة الانجليزية في غضون فترة يختارها الشعب بطريق البرلمان ومجالس التشريع الإقليمية ، وكل من هذه اللغات الوطنية البالغ عددها أربعة عشر لغة ، لغة ناهضة وغنية قائمة بنفسها ، وتمثل حياة الشعب ومشاعره تمثيلا حقيقيا ، وتنطوي على ذخائر علمية وفنية وثقافية .