أضواء على : التاريخ الهندي – 2

صوت الهند – القاهرة أغسطس 1970 م

الشعب :

كانت الهند منذ القدم تعكس فيها صورة اجتماعية مخلوطة بسلالات مختلفة وعناصر حضارية وثقافية متعددة ، وهناك تجتمع خلاصة السلالات البشرية كلها ، ومنها السلالات البدائية الثلاث : القوقازي أو الصنف الأبيض ، مع ما يميل منه إلى اللون الأشقر والأسود ، والمنفولي أو الجنس الأصفر ، والحبشي أو الصنف الأسود .

وينتمي شعب الهند ، بصفة عامة إلى السلالات التالية :

1 – الجنس الأصلي من سكان الهند قبل “الدرافيديين” ويتميز هذا الجنس بقصر القامة وعرض الأنف وينحصر الآن في القبائل المختلفة الموجودة في إدغال الهند .

2 – الجنس الدرافيدي ، وهو يتميز بقصر القامة والبشرة السوداء وعزارة الشعر وطول الرأس وعرضية الأنف وهم الآن يقطنون بكثرة في مناطق جنوب الهند ، مثل :(تامل نادو) (مدراس) في “أندهرابراديش” و “كيرالا” و “ميسور” .

3 – الجنس الآري ، ومركزه في شمال الهند وخاصة في كشمير وبنجاب وراجبواتانا ، ويتميز بطول القامة وشقرة البشرة وعزارة الشعر على الوجه وطول الرأس ودقة الأنف البارز .

4 – الجنس التركي الفارسي ، ويفطن هذا الجنس عموما في المناطق الواقعة في غرب نهر أندس مثل الحدود الشمالية الغربية وبلوجستان ويتميز برأس عريض وأنف طويل وبشرة شقراء .

5 – الجنس السيتي ، الدرافيدي ، ويتركز في مناطق شرق أندس مثل السند وكجرات ، وفي المناطق الغربية الأخرى في شبه القارة الهندية ، ويتميز بطول الرأس وقصر الأنف ، وقد انحدروا إلى الهند من غربي آسيا وإيران إلى غربي الهند كما فعل “الدرافيديون” .

6 – الجنس الآري ، الدرافيدي ، ويعرف هذا الجنس بلقب “الهندوستاني ” وهو منتشر في الأقاليم الهندية الوسطى بيهار وشرقي البنجاب ، ويتميز بطول الرأس ولونه أسمر وقامته دون المتوسط وينحدر من جنس آري اختلط مع الدرافيدي

7 – الجنس المنغولي الموجود في مناطق آساف وسفوح الهيملايا وفي بعض نواحي كشمير وبنجاب وكذلك في نيبال وبهوتان ، ويتميز بالرأس العريض والبشرة الصفراء وقلة الشعر على الوجه وقصر القامة الوجه المسطح وجفون العيون المائلة ، ودخل هذا الجنس إلى الأراضي الهندية نتيجة للفتوحات المنغولية من التبت والصين .

8 – الجنس البنغالي ، وموطنه الآن في بنغال وأوريسا ، وهو يتميز برأس عريض وبشرة غامقة وشعر غزير على الوجه وقامة متوسطة وأنف مائل إلى العريض ويطلق على هذا الجنس أيضا اسم “المنغولي – الدرافيدي” .

اللغات :

إن التنوع الذي نراه في السلالات التي يتكون منها أهل الهند ، أحدث بطبيعة الحال ، تنوعا في اللغات واللهجات في البلاد ، ويدل الإحصاء الرسمي الذي صدر في سنة 1931م عن لغات الهند على أنها قد بلغت 225 لغة حية متمثلة في أربع مجموعات رئيسية من اللهجات البشرية ، وهي : الاسترية ، والتبتية ، والدرافيدية ، والهندية – الآرية ، وقد تركز النطق الدرافيدي في جنوب الهند في لغات : تامل ، وملايالم ، وتلجو ، وكندية ، ويسيطر النطق الهندي الآري في اللغات السائدة فيما بين مناطق جبال الهملايا ، وجبال فينديا ، من خليج البنغال شرقا إلى بحر العرب غربا .

وبعد أن نالت الهند استقلالها عام 1947م من الحكم الانجليزي ، وضعت دستورا جديدا ، وبدأ العمل به من يناير عام 1950م ، واعترف الدستور الهندي بأربع عشرة لغة من اللغات الكبرى المنتشرة في أنحاء الهند واعتبر كلا منها لغة وطنية ورسمية ، على أن تحل اللغة “الهندية” المكتوبة بحروف “ديوناجرى” محل الانجليزية التي تستعمل إلى الآن في الأغراض الرسمية ، إلى جانب اللغات الهندية ، ويتم هذا التحول الكلي في الوقت المناسب الذي يختاره الشعب الهندي الناطق بعدة لغات محلية ، بطريق الحكومات المحلية والبرلمان المركزي طبقا للدستور ، وأما اللغات الأربع عشرة الوطنية الدستورية في الهند اليوم فهي : 1-السنسكرتية ، 2- الهندية ، 3- الأوردية ، 4- التاملية ، 5- البنغالية ، 6- الكجراتية ، 7- المراتية ، 8- البنجابية ، 9- تلجو ، 10- كانادية ، 11- مليالام ، 12- الآسامية ، 13- الاورية ، 14- الكشميرية .

وقد خططن حدود الولايات التي يتكون منها الاتحاد الهندي ، أو جمهورية الهند الحديثة ، على أساس هذه اللغات الكبرى فيها ، وإلى جانب هذه اللغات الرئيسية توجد مئات غيرها من اللغات واللهجات – كما أشرنا إليه – اشتقت من المجموعات اللغوية ، أو مجموعات اللهجات البشرية المذكورة ، وجدير بالذكر أن كلا من هذه اللغات ، لغة حية ذات كيان خاص وغنية بالذخائر العلمية والأدبية ، وهذه اللغات وآدابها تمثل حياة الشعب الهندي العظيم ومشاعره تمثيلا حقيقيا في شتى مرافق الحياة البشرية ، كما أن آداب وعلوم وفنون هذه اللغات تنطوي على الذخائر الثقافية والحضارية التي تستطيع الهند أن تقدمها إلى البشرية ، وهي أيضا من المصادر الأصلية لدراسي التيارات الفكرية والحضارية للأمم والشعوب في مختلف الأزمنة والأمكنة .

(يتبع …)