مكانة الجامعة الإسلامية بين جامعات العالم

المدينة – ربيع الأول 1403/14

إن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مؤسسة إسلامية عالمية تتميز بميزات لم تجتمع لمؤسسة أخرى على وجه الأرض حتى الآن ، فقد اجتمع لها إلى سمو الهدف وعالمية الغاية وشرف المكان حيث تقوم في مهبط الوحي ودار الهجرة وعاصمة الإسلام الأولى .

ولها كذلك صفحات مجيدة في نشر الدعوة الإسلامية في أنحاء العالم ، صافية العقيدة ، وخالية من البدع والخرفات ، ويفد إليها أبناء العالم الإسلامي ، من كل فج عميق ، للاغتراف من مناهلها الفياضة لكي يعودوا إلى أوطانهم ، حاملين مشاعل النور العرفان ، كما توفد الدعاة والعلماء المتخصصين في العلوم الإسلامية واللغة العربية إلى بلاد عديدة .

أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام 1381 هـ الموافق 1961م لأبناء العالم الإسلامي كله ليتفقهوا في دين الله ويتضلعوا في علوم الشريعة واللغة العربية ثم يعودوا إلى بلادهم حاملين مشاعل الهدى يدعون الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله وينقلون إليهم نور العلم والعرفان ، ومنذ إنشائها تلقى عناية خاصة من حكومة المملكة العربية السعودية نظرا لعالميتها وشمول نفعها وشرف مكانها .

وتتدرج الجامعة منذ إنشائها في مجال التقدم والازدهار كأكبر مصدر للإشعاع الروحي وأزهى مشعل للهداية ، ولم تحتل هذه المكانة أية مؤسسة إسلامية علمية في العالم إلا الأزهر الشريف (بمصر) الذي هو أقدم وأكبر جامعة إسلامية في العالم ، ولها سجل تاريخي مشرق منذ قيامها ، قبل ألف عام في مدينة القاهرة ، في حفظ اللغة العربية ، والثقافة الإسلامية ، وبخاصة بعد سقوط بغداد وإتلاف كتبها ، وذخائر مكاتبها العلمية ، فظل الأزهر – حتى الآن – مصدر العلماء والمعلمين والدعاة إلى مختلف البلدان في العالم .

يبلغ مجموع طلبة الجامعة في الوقت الحاضر أكثر من سبعة آلاف طالب من أكثر من مائة دولة من مختلف قارات العالم ، وهم موزعون بين مختلف المعاهد والكليات وقسم الدراسات العليا .

ويحصل الطالب على منحة دراسية شهرية طوال العام ، وفضلا عن المكافأة الشهرية يتمتع طالب الجامعة بالامتيازات التالية :

1 – استقدام الطالب من بلده جوا على حساب الجامعة عند قبوله بها وترحيله عند تخرجه .

2 – ترحيل من يرغب من الطلاب إلى بلادهم ذهابا وإيابا على حساب الجامعة كل عام تيسيرا لالتقاء الطالب بأهله وقومه .

3 – تأمين السكن المؤثث دون مقابل للطلاب من داخل الحرم الجامعي أو خارجه وتقديم وجبات الطعام عن طريق مطعم الجامعة .

4 – تأمين جميع الكتب الدراسية المقررة لكل طالب بالمجان .

5 – تأمين المواصلات بسيارات الجامعة للحضور إلى الدراسة والعودة إلى مساكنهم ودور إقامتهم عند انتهائها .

6 – أنشئت في الجامعة إدارة لشئون الإشراف والتوجيه الاجتماعي تعني بتوفير الرعاية للطلاب في حياتهم السكينة والدراسية ومعاونتهم على حل مشكلاتهم وتنمية علاقات الأخوة والمودة والتعاون فيما بينهم .

إن الجامعة الإسلامية – الآن – مظهر من أهم مظاهر وحدة المسلمين فإذا زرت كليات الجامعة ، ومعاهدها وشعبة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وكذلك مهاجعها العديدة تجد ملامح هذه الوحدة أروع ما تكون حيث ترى الطلاب من مختلف الأجناس ، واللغات ، والألوان ، والأوطان ، يعيشون تحت راية الإسلام ، وحظيرة العلم وشعارهم ، لا إله إلا الله ومحمد رسول الله ، ورابطتهم : العلم رحم بين أهله .

وقد صدق نائب رئيس الجامعة الإسلامية الحالي معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد – قولا ، وأصاب – هدفا ، إذ قال في تصريح نشر له في صحيفة “صوت الجامعة” مؤرخا ، عن دور الجامعة الإسلامية في مجال نشر الدعوة الإسلامية في مجال نشر الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي وخارجه .

إن الهدف الأساسي من إنشاء الجامعة الإسلامية هو نشر الدعوة الإسلامية في أقطار العالم الإسلامي ، وكافة أنحاء المعمورة ، وذلك عن طريق الوسائل التالية :

أولا – استقبال الطلاب من مختلف أنحاء العالم في مختلف المراحل الدراسية ، والقيام بأعباء تربيتهم وتعليمهم ، وتسهيل عودتهم إلى بلادهم ، للقيام بالدور الدعوي الملقي على عواتقهم ، وذلك من خلال الدعوة والتدريس والإمامة والخطابة .

وثانيا : يقوم مجلس شؤون الدعوة بالجامعة بدراسة أوضاع الهيئات ، والمراكز والأقليات الإسلامية والعمل على مساعدتهم بالدعاة والمرشدين ، وكذلك تزويدها بالمراجع والكتب الإسلامية .

وثالثا : نشر التراث الإسلامي ، ومآثر علماء المسلمين في مختلف المعارف والعلوم وتزويد المؤسسات التعليمية في أنحاء العالم الإسلامي بالمدرسين لمواد العلوم الشرعية واللغة العربية .

ورابعا : عقد الندوات والمؤتمرات التي تعالج الشؤون والقضايا التي تهم الدعوة الإسلامية .

وقصارى أملي أن يكون هذا المقال عونا على إيجاد مزيد من التعارف والترابط بين هذه الجامعة الإسلامية الفريدة وبين الجامعات والمؤسسات والهيئات الإسلامية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم ، لأن إقامة الروابط الفكرية والعلمية والثقافية فيما بينها هي الخطوة الأولى نحو خدمة الإسلام وتحقيق أهدافه بنطاق واسع بعونه تعالى وتوفيقه .